يمثّل افتتاح أكاديمية موريتانيا خطوة بارزة أخرى ضمن المشاريع المندرجة في إطار مخطط FIFA لتطوير المواهب، كما تعكس مدى الاعتراف بالتزام هذا البلد وتفانيه في دعم اللاعبين الشباب
حضرت جيل إيليس، رئيسة قسم FIFA المعني بشؤون كرة القدم، مراسم افتتاح الأكاديمية التي شهدت الاحتفال بالتقدّم المحرز في موريتانيا
تماشياً مع أهداف FIFA الاستراتيجية للعبة العالمية، يسعى مخطط FIFA لتطوير المواهب إلى إنشاء ما لا يقل عن 75 من أكاديميات النخبة في شتى أنحاء العالم بحلول عام 2027
أُقيمت فعالية خاصة في العاصمة الموريتانية نواكشوط احتفالاً بما أُحرز من تقدم وتطور في عملية إطلاق أكاديمية FIFA للمواهب في موريتانيا، والتي تمثّل أحدث مثال على تطور البنية التحتية الكروية في البلاد ضمن مخطط FIFA لتطوير المواهب (TDS). فإلى جانب رئيس الاتحاد الموريتاني لكرة القدم أحمد يحيى، حضر الحفل كل من رئيسة قسم FIFA المعني بشؤون كرة القدم جيل إيليس والأمين العام للاتحاد الأفريقي لكرة القدم فيرون موسنغو-أومبا؛ ورؤساء أكثر من ثلاثين اتحاداً وطنياً من الاتحادات الأفريقية المنضوية تحت مظلة FIFA، وعدد من الضيوف البارزين الذين يمثّلون عالم الرياضة والدوائر الحكومية والسياسية.
ويُعد هذا الحدث التاريخي أول احتفال بأكاديمية من أكاديميات FIFA للمواهب في أفريقيا على الإطلاق، علماً أن هذه المنشأة المذهلة التي تم تدشينها في موريتانيا تُعد من أكاديميات تطوير المواهب التي أطلقها FIFA بالفعل في مختلف أنحاء العالم، والتي يفوق عددها 20 أكاديمية. وتأتي أكاديمية موريتانيا لتؤكّد مدى التزام هذا البلد وتفانيه في تطوير المواهب الشابة، علماً أن مخطط FIFA لتطوير المواهب يهدف بالأساس إلى إنشاء ما لا يقل عن 75 من أكاديميات النخبة في شتى أنحاء العالم بحلول عام 2027، وذلك بإدارة مشتركة بين FIFA وكل اتحاد من الاتحادات الأعضاء المعنية، إذ من شأن تلك الأكاديميات أن تساعد في ضمان حصول أفضل المواهب الشابة، من الفتيات والفتيان، على أفضل تدريب ممكن والاستفادة من مَرافق متطورة، مع نيل الفرصة للعب في بيئة تنافسية. ويندرج هذا الحدث الهام ضمن عملية شاملة تصبو إلى إنشاء شبكة عالمية لمراكز التميز، حيث ستعقبها العديد من الفعاليات الأخرى خلال الأسابيع والأشهر القادمة.
وبهذه المناسبة، قال رئيس FIFA جياني إنفانتينو في رسالة خاصة وجَّهها عبر الفيديو "إنه يوم عظيم لكرة القدم في موريتانيا، هذا البلد الشغوف برياضتنا الجميلة والذي تشهد فيه كرة القدم تقدماً ملموساً وتنمو يوماً بعد يوم. [إنها] لحظة بالغة الأهمية لجميع المواهب الشابة في هذا البلد. لقد أطلقنا [مخطط FIFA لتطوير المواهب] قبل ثلاث سنوات بهدف بسيط للغاية، ألا وهو منح كل موهبة كروية الفرصة لإبراز إمكاناتها إلى أقصى حد ممكن، بغض النظر عن أصلها ووضعها." وفي هذا الصدد، قال رئيس الاتحاد الموريتاني لكرة القدم أحمد يحيى "إنها لحظة تاريخية لكرة القدم الموريتانية، حيث يؤكد افتتاح أكاديمية FIFA للمواهب في موريتانيا مدى ثقة الاتحاد الدولي في التزامنا بتطوير كرة القدم، كما يمثل هذا الاستثمار في تدريب مواهبنا الشابة خطوة حاسمة نحو مستقبل أكثر طموحاً لاتحادنا."
ويُعتبر الهدف الرئيسي من مخطط تطوير المواهب هو المساعدة في النهوض بمستوى المنتخبات الوطنية لكرة القدم في جميع أنحاء العالم، وذلك من خلال إرساء الأسس الضرورية لجني ثمار إرث مستدام لعملية تطوير المواهب على المدى الطويل من خلال زيادة فرص كل اتحاد وطني عضو مشارك إلى أقصى حد ممكن. كما يوفّر المخطط إطاراً منظماً لاكتشاف المواهب الشابة وتدريبها ومنحها الفرصة للعب مع الأفضل في بلدانها وخارجها، بما يضمن وصول المواهب الواعدة إلى أعلى مستويات المنافسة.
وفي إطار التزام FIFA بإنشاء منظومة كروية مستدامة، يضع مخطط تطوير المواهب مساراً منظماً طويل الأجل لتطوير المواهب من خلال دمج كرة القدم في المنظومة التعليمية وتوفير ما يلزم من موارد أساسية وبنية تحتية وخبرة تدريبية لتحقيق أهداف المخطط. ويتجلّى أحد أبرز أسس هذا النهج في إيفاد عدد من مدربي المواهب المعتمدين لدى FIFA لمشاركة خبراتهم مع المشاركين في مختلف المشاريع المنضوية تحت مظلة مخطط تطوير المواهب، حيث يعيشون ويعملون داخل كل بلد من البلدان المعنية، ويقدمون الدعم المستمر للمدربين المحليين كما يرافقونهم في عملية تطويرهم، وذلك للارتقاء بمعايير التدريب وتعزيز المشهد العام لكرة القدم. ويتوجّب على كل أكاديمية مواهب يتم إنشاؤها في إطار مخطط تطوير المواهب أن تضع في صدارة أولوياتها الحماية والتعليم كعنصرين أساسيين. فمن خلال تحقيق هذه المعايير، ستضمن كل أكاديمية توفير بيئة آمنة تُعلي من مبادئ الصحة والسلامة والتطوير الشامل لكافة اللاعبين واللاعبات.