حضرت جيل إيليس، رئيسة قسم FIFA المعني بشؤون كرة القدم، المباراة التي فاز فيها نيويلز أولد بويز على بوكا جونيورز 4-3 بركلات الترجيح (بعد انتهائها بالتعادل 0-0 في الوقت الأصلي) ليتوَّج فريق مدينة روزاريو بنسخة 2024 من بطولة الكأس الفيدرالية للسيدات، محققاً بذلك اللقب الرسمي الأول في تاريخه. وأقيمت المباراة النهائية يوم 5 أبريل/نيسان، بعدما شهدت مرحلة خروج المغلوب مشاركة الأندية الثمانية الأفضل ترتيباً في دوري الدرجة الأولى الأرجنتيني، التي واجهت الأندية الثمانية الأفضل ترتيباً في المجلس الفيدرالي الأرجنتيني لكرة القدم، الذي يضم أندية من الدرجة الثانية. وعلى غرار النسخ الثلاث السابقة، قدّم FIFA الدعم المالي والاستراتيجي للبطولة في إطار برنامج FIFA Forward.

وقالت إيليس بعد حفل توزيع الجوائز "نعتقد في FIFA أن كرة القدم للسيدات يجب أن تنمو بشكل يتوخّى الشمولية، ولا بد أن تكون متاحة في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك المناطق التي لم تشارك في اللعبة بعد، ولذا فإنه من الضروري إقامة مسابقات مثل بطولة الكأس الفيدرالية للسيدات، لما توفّره لمختلف الأندية واللاعبات من فرص للمشاركة في إطار منظم وتنافسي."

وتابعت "من خلال ذلك، تكتسب الفرق واللاعبات والمدربات والمدربون والحَكمات والحُكام الخبرة والتجربة والمزيد من المعارف والدراية، وهو ما يُساعد على بناء منظومة أكثر استدامة لكرة القدم للسيدات، مما يصقل المواهب بدءاً من فئة البراعم ويشجع تطوير اللعبة على المدى الطويل." فمن خلال برنامج FIFA Forward، ساهم FIFA بتمويل النسخ الأربع من البطولة بما يناهز مليون دولار أمريكي. وفي هذا الصدد، قال جايير بيرتوني، مدير قسم FIFA المعني بالاتحادات الوطنية الأعضاء من الأمريكتين "إن مبادرات من قبيل بطولة الكأس الفيدرالية تُعتبر من اللبنات الأساسية التي تقوم عليها كرة القدم للسيدات، لأنها تنطوي على تنظيم منافسة من المستوى الرفيع وتُبرز المواهب الصاعدة من مختلف أنحاء البلاد. فقد شهدت كرة القدم للسيدات في الأرجنتين نمواً ملحوظاً على مستوى الانتشار والفرص المتاحة، وإن كانت لا تزال هناك إمكانات كبيرة يمكن استغلالها مستقبلاً."

وأضاف "من أجل المضي قدماً، فإنه من الضروري تعزيز الأُسس التي تقوم عليها اللعبة، وذلك من خلال دعم الأندية، والاستثمار في البنية التحتية - مثل المركز الفني المقرر افتتاحه قريباً والذي سيكون مُخصصاً للمنتخبات الوطنية للسيدات بشكل حصري - بالإضافة إلى توفير الظروف التي من شأنها أن تشجع المزيد من الفتيات والسيدات على المشاركة في اللعبة على كافة المستويات. ولذا فإن دعم FIFA لمثل هذه المبادرات، من خلال برنامج FIFA Forward، يُعد أمراً حيوياً لمساعدة الاتحاد الأرجنتيني على تحقيق هذه الأهداف." وتابع بالقول "تجذب هذه المسابقة شرائح جديدة من الجماهير، كما تولِّد تغطية إعلامية وتعزز المشاريع الرياضية وتلهم الأجيال القادمة من خلال خلق نماذج يُحتذى بها. رسالة FIFA واضحة في هذا الصدد: كرة القدم للسيدات أولوية من أولوياتنا، ويجب أن نعمل معاً لبناء منظومة مستدامة وقوية واحترافية توفر الظروف المناسبة لتطويرها."

من جهته، سلّط دييغو تورنيس، نائب رئيس لجنة كرة القدم للسيدات في الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم، الضوء على "الدور الاستراتيجي" الذي تلعبه المسابقة في المخطط الخماسي للنهوض باللعبة النسائية، موضحاً في هذا الصدد: "يتنافس حالياً في بطولة الدرجة الأولى الاحترافية اثنان من الأندية التي شاركت سابقاً في بطولة الكأس الفيدرالية للسيدات وهما بيلغرانو قرطبة وسان لويس فوتبول كلوب." ويمتد تأثير المسابقة ليشمل الهيكل الجهوي لكرة القدم للسيدات في البلاد، حيث شهدت الأدوار الإقصائية لنسخة هذا العام من بطولة الكأس الفيدرالية مشاركة عدد أكبر من أندية المجلس الاتحادي (124) ولاعباته المسجلات (3053)، مقارنة بالسنوات الثلاث السابقة (44 و1196 عام 2021؛ 84 و2116 عام 2022؛ و107 و2645 عام 2023). كما تم تعيين نحو 500 من الحَكَمات في مختلف أدوار المسابقة.

وفي السياق ذاته، قالت باولا سوتو، رئيسة قسم كرة القدم للسيدات في المجلس الفيدرالي الأرجنتيني لكرة القدم "خلال السنوات الأربع الماضية، أصبحت البطولة التأهيلية، المعروفة باسم بطولة الكأس الفيدرالية الإقليمية للهواة، أهم مسابقة للسيدات على مستوى منافسات المجلس. ففي الفترة التي سبقت نسخة 2024، لُعب ما مجموعه 353 مباراة في جميع الأقاليم الثمانية، التي كان لكل منها ممثل في الدور النهائي، وهو ما يترك أثراً على جميع الجهات المشاركة في الحدث بقدر ما يزيد من الاهتمام الجماهيري، لما تنطوي عليه من تأثير إيجابي هائل." وسلّط تورنيس الضوء على دانب آخر من الجوانب الأساسية التي تقف وراء نجاح بطولة الكأس الفيدرالية للسيدات، حيث أوضح بالقول "كان استقطاب مزيد من اللاعبات هدفاً من الأهداف وراء الانتقال إلى نظام اتحادي لكرة القدم للسيدات، وهو ما تحقق بالفعل، إذ أصبحت منتخباتنا الوطنية تضم في صفوفها لاعبات من جميع أنحاء البلاد، مما يعني أننا نستفيد من المواهب الصاعدة الجديدة."

خلال فترة المباريات الدولية لكرة القدم للسيدات التي أقيمت في أبريل/نيسان الجاري، حقق المنتخب الأرجنتيني للكبيرات فوزه الأول في تاريخه على نظيره الكندي (1-0)، علماً أن الألبيسلستي حقق هذا الإنجاز الملحمي خارج قواعده، وهو الذي لم يسبق له قط أن تغلب على أي من المنتخبات المتوّجة باللقب الأولمبي، كما لم ينتصر منذ عام 2014 على أي منتخب مصنف ضمن العشرة الأوائل في التصنيف العالمي للسيدات FIFA/Coca-Cola. وتأتي كل هذه المؤشرات الإيجابية بالتزامن مع إطلاق الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم سلسلة من المشاريع الكبرى، والتي يأتي في مقدمتها مشروع بناء مجمع رياضي وسكني مخصص لفِرق السيدات بشكل حصري، وذلك بدعم من برنامج FIFA Forward، حيث تسلَّم الاتحاد الأرجنتيني القطعة الأرضية المخصَّصة لتشييد المنشأة في 4 أبريل/نيسان الجاري، علماً أن مراسم الحفل جرت بحضور الرئيس كلاوديو تابيا وجيل إيليس، التي قادت الولايات المتحدة إلى التربع على عرش كأس العالم للسيدات FIFA مرتين عندما كانت تشرف على تدريب المنتخب الأمريكي.

وقالت إيليس بهذه المناسبة "يُعد كل من برنامج FIFA Forward وبرنامج تطوير كرة القدم للسيدات ضمن الأدوات الرئيسية التي يقوم عليها عملنا في هذا الصدد. لكن، بالإضافة إلى إتاحة الموارد، يتمثل هدفنا أيضاً في تعزيز التخطيط الاستراتيجي للاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم على المدى الطويل." وتابعت "لتحقيق ذلك، نهدف إلى الارتقاء بمعايير منح تراخيص الأندية النسائية ودعم السياسات التي تضمن الاحتراف وتحمي اللاعبات وتعزز المساواة، كما نُركز على تعزيز المشاركة على مستوى البراعم، باعتبار ذلك جزءاً أساسياً من عملية بناء منتخبات وطنية أقوى للمستقبل." وثمَّنت إيليس حضور وفد رفيع المستوى من FIFA بدولة الأرجنتين للوقوف على التقدم المحرز في كرة القدم للسيدات، حيث علَّقت بالقول "إننا ننوِّه بجهودهم ونسلط الضوء عليها بجلاء، فنحن هنا لمساعدتهم على التطوير، كما أننا حريصون أشد الحرص على تشجيع الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم وجميع اتحادات كرة القدم في أمريكا الجنوبية على مواصلة الاستثمار في البنية التحتية وبرامج التطوير والمسابقات الوطنية النسائية، حيث نقول لهم جميعاً أنكم لستم بمفردكم، وأن FIFA ملتزم بالوقوف معكم للنهوض بكرة القدم للسيدات في جميع أنحاء المنطقة وضمان حصول الجيل القادم من اللاعبات على فرص أكثر من سابقاتهن."